عدد أبيات معلقة عمرو بن كلثوم في شرح الزوزني مائة وثلاثة أبيات والمعلقة هي جل شعر عمرو لأن ما وصلنا من شعره سواها لا يكاد يذكر أضف إلى ذلك أن المعلقة تكاد تكون سجلاً لأحداث ووقائع عصاصرها الشاعر وعايشها
ألا هُبّي بصحنِك فاصبحينا و لاُ تبقي خمورَ الأندرينا
مشعشةً كأنَّ الحصَّ فيها إذا ما الماءُ خالطها سخينا
تجورُ بذي اللُّبانةِ عن هواهُ إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللَّحِز الشحيحَ إذا أُمرَّتْ عليهِ لمالِهِ فيها مُهينا
صبْبتِ الكأسَ عنَّا أم عمرٍ و كان الكأسُ مجراها اليمينا
و ما شرُّ الثلاثةِ أمَّ عمرٍ بصاحبك الذي لا تصبحَينا
و كأسٍ قدْ شربْتُ ببعلبكَّ و أخرى في دمشقَ و قاصرينا
و إنا سوف تدركُنَا المنايا مقدَّرةً لنا و مقدَّرينا
قِفي قبلَ التفرقِ يا ظعينا نخّبرْكِ اليقينَ و تُخبرينا
قفي نسألْكِ هلْ أحدثْتِ صَرْماً لوشْكِ البيْنِ أم خنْتِ الأمينا
بيومٍ كريهةٍ ضرْباً و طعناً أقَرَّ بهِ مَواليْكِ العُيونَا
و إنَّ غداً و إنَّ اليومَ رهن و بعد غدٍ بما لا تعلمينا
تُريْكَ إذا دخلْتَ على خلاءٍ و قدْ أمنَتْ عيونَ الكاشحينا
ذراعَيْ عيطلٍ أدْماءَ بكْرٍ هِجانِ اللّونِ لمْ تقرأْ جنينا
وثدياً مثلَ حُقّ العاجِ رَخْصاً حَصاناً مِنْ أكفِّ الّلامسيْنا
و متنَيْ لدْنةٍ سمقَتْ و طالَتْ روادفُهُا تَنُوءُ بما وَلِينا
ومأكمةً يضيقُ البابُ عنها و كشحاً قد جُننْتُ به جنونا
وساريتي بلنْطٍ أو رُخامٍ يرِنُّ خَشاشُ حلْيهِما رنينا
فما وجدَتْ كوجدي أمُّ سقْبٍ أضلَّتْه فرجّعتِ الحنينا
ولا شمطاءُ لم يتركْ شقاها لها من تسعةٍ إلاَّ جنينا
تذكرْتُ الصِّبا و اشتقْتُ لمّا رأيْتُ حمولها أصْلاً حُدينا
فأعرضَتْ اليمامةُ واشمخرّتْ كأسيافٍ بأيْدي مُصلتينا
أبا هنْدٍ فلا تعجلْ علينا و أَنظْرنْا نخبّرْكَ اليقينا
بأنّا نوردُ الرايات بيضاً و نصدِرُهُنَّ حُمراَ قد روينا
و أيامٍ لنا غُرٍّ طوالٍ عَصيْنا الملكَ مِنها أنْ ندينا
وسيِّدِ معْشَرٍ قدْ توجوهُ بتاج الملْكِ يحمي المحْجَرينَا
تركْنا الخيلَ عاكفةً عليهِ مقلّدةً أعنّتها صفونا
و أنزَلْنا البيوتَ بذي طُلوحِ إلى الشّاماتِ تنفي الموعِديْنا
و قدْ هرَّتْ كلابُ الحي مِنَّا و شذّبْنا قتادةَ مَنْ يلينا
متى ننقلْ إلى قومٍ رحانا يكونوا في اللّقاءِ لها طحينا
يكونُ ثِفالُها شرقيَّ نجدٍ و لهوتُها قُضاعةُ أجمعينا
نزلْتُم منزل الأضيافِ منَّا فأعجلْنَا القرى أنْ تشتمونا
قَريْناكمُ فعجّلنْا قِراكم قبيلَ الصُّبحِ مرِداةً طَحُونا
نَعُمُّ أُناسَنَا وَ نعِفُّ عنْهُم و نحْملُ عنهُمُ ماْ حمَّلوْنا
نُطاعِنُ ما تراخى النّاسُ عَنَّا و نضْرِبُ بالسُّيُوفِ إذا غُشِيْنا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنا الخَطّيِّ لُدْنٍ ذَوَابلَ أوْ ببيْضٍ يَخْتَلِيْنا
كأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطالِ فيها وَ سُوقٌ بالأَمَاعِزِ يَرْتمِيناْ
نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القوْمِ شَقَّاً و نُخْليها الرِّقابَ فَتَخْتَلِيْنا
و إنَّ الضِّغْنَ بعدَ الضِّغْنِ يَبدُو عَلَيْكَ و يُخرجُ الدَّاءَ الدَّفيْنا
وَرِثْنَا المجْدَ قدْ عَلِمَتْ مَعَدٌ نطاعِنُ دونَهُ حتّى يبيْنَا
و نحْنُ إذا عِمادُ الحيِّ خرَّتْ عنِ الأحْفاضِ نمنعُ مَنْ يَليْناَ
نَجذُّ رؤوسهم في غير بر فما يدرون ماذا يتقونا
كأنَّ سُيُوفَنا مِنَّا و منهُمْ مخاريقٌ بأَيْدي لاعِبِيْنَا
كأنَّ ثيابَنا مِنَّا و منْهُمْ خُضِبْنَ بأُرجوانٍ أو طلينا
إذاْ ماعيَّ بالأَسْنافِ حيُّ من الهَوْلِ المشبَّهِ أنْ يكوُنا
نَصَبْنا مثْلَ رَهوةَ ذاتَ حَدٍّ محافظةً و كنَّا السَّابِقِيْنا
بُشبَّانٍ يَرْوَنَ القَتْلَ مجْداً و شِيْبٍ في الحروبِ مُجرّبينا
حُدَيَّا النَّاسِ كلِّهِم جميعاً مُقارعةً بَنيْهم عَنْ بنينا
فأمَّا يومَ خَشْيتنِا عَليَهْم فَتُصبحُ خَيْلنُا عُصْباً ثبُينا
و أمَّا يومَ لا نخْشى عليهمْ فَنُمِعْنُ غارةً مُتَلَّبْبينا
برأسٍ مِنْ بَنِيْ جُشَم بْنِ بكْرٍ نَدُفُّ بِهِ السُّهولَةَ و الحُزُونا
ألاْ لاْ يعْلَمُ الأقوامُ أنَّا تَضَعْضَعْنا و أَنَّا قّدْ وَنَيْنا
ألا لا يجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا فَنَجْهلَ فَوْقَ جَهْلَ الجَّاهِليِنا
بأيِّ مَشِيْئةٍ عَمْرَ بنَ هِنْدٍ نَكونُ لِقيلِكم فيها قطِينا
بأيِّ مَشيْئةٍ عمرَ بنَ هِنْدٍ تُطِيعُ بَنا الوُشاةَ وَ تَزْدَرِينَا
تهدِّدُنَا و أَوْعدْنَا رُويداً متى كُنَّا لأمِّك مُقْتَويْنا
فإنَّ قَنَاتنَا يا عمرُو أعيَتْ على الأعداءِ قَبلَك أَنْ تَليْنا
إذا عَضَّ الثِّقاف بها اشمأزَّتْ وَوَلّتْهُ عَشوْزنةً زَبُونا
عَشَوْزنةً إذَاْ انقَلَبتْ أَرنَّتْ تَشجُّ قَفَا المُثقَّفِ و الَجبيْنا
فَهلْ حُدِّثْتَ في جُشَم بنِ بكْرٍ بنَقْصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا
وَرِثْنا مَجْدَ عَلْقَمةَ بنِ سَيْفٍ أباحَ لَنَا حُصونَ المجْدِ دْيِنا
وَرِثْتُ مُهَلهِلاً و الخَيْرَ مِنْهُم زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرينا
و عتّاباً و كلثوماً جميعاً بهِمْ نِلْنَا تُراثَ الأكرَمينا
و ذَاْ البُرّةِ الذي حُدِثْتَ عَنْهُ بهِ نُحمى و نحْمي المُحْحَرينا
و مِنَّا قَبْلَهُ السَّاعيْ كليبٌ فأيُّ المجْدِ إلاَّ قَدْ وَلِيْنا
متى نْعِقدْ قَرِيْنتَنا بجْبلٍ تَجذَّ الحْبلَ أو نَقِصِ الَقرِيْناِ
و نوجَدُ نحْنُ أمنَعهُمْ ذمَاْراً وَ أوْفاهُم إذا عَقَدُوا يَمْيِنا
و نحن غَداةَ أُوْقِدَ في خَزَارى رَفَدْنا فَوْقَ رِفْدِ الرَّافِديْنا
و نَحْنُ الحابِسُوْنَ بذيْ أَراطى تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُوْر الدَّريْنا
و نَحْنُ الحاكِمُونَ إذَاْ أُطِعْنَا و نحنُ العازِمُونَ إذا عُصِيْنا
و نَحْنُ التّارِكونَ لما سَخِطْنا و نحنُ الآخِذُوْن لِما رَضِيْنا
وَ كُنَّا الأَيْمنينَ إذاْ الْتقْيَنا و كانَ الأَيسْرَيْنَ بَنُو أَبيْنا
فصَالُوا صَوْلةً فِيْمَنْ يليهمْ وَ صُلْنا صَولةً فيمَنْ يَليْنا
فآبُوا بالنِّهابِ و بالسَّبايَاْ و إِبْنا بالمُلوكِ مُصَفَّدِيْنا
إليْكُمْ يا بَني بكْرٍ إليْكُمْ ألمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا اليَقيْنا
أَلمَّا تعْلَموا مِنَّا و منكُمْ كَتَائبَ يطَّعنَّ وَ يَرْتَميْنا
عَلَيْنا البيْضُ و اليَلَبُ اليماني و أسْيافٌ يَقُمْنَ وَ يَنْحنينا
عَلَيْنا كُلُّ سابغةٍ دِلاصٍ تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا
إذا وُضِعَتْ عن الأبْطالِ يوماً رأيْتَ لها جلودَ القَومِ جُونا
كأنًّ غُضُونَهُنَّ متونُ غدْرٍ تُصفِّقُها الرّياحُ إذا جَرَيْنا
و تحمِلُنا غَداةَ الرَّوعِ جُرْدٌ عُرِفْنَ لَنا نَقَاْئِذَ وافتُلِيْنا
وَ رَدْنَ دَوارِعَاً و خرَجْنَ شُعْثاً كأمثالِ الرّصائعِ قد بَلِيْنَا
وَ رِثْناهُنَّ عنْ آباءِ صدْقٍ و نُورِثُها إذا مُتْنا بنينا
على آثارِنَا بيضٌ حِسانُ نحاذِرُ أنْ تقسمَّ أو تهوُنا
أَخذْنَ على بُعُولتهنَّ عَهْداً إذا لاقَوْا كتائبَ مُعْلِميْنا
لَيَسْتِلبُّنَّ أفْراساً و بيْضَاً و أُسْرَى في الحديدِ مُقَرَّنينا
تَرَانا بارِزِيْنَ و كلُّ حيٍّ قدْ اتَّخذوا مَخَافَتَنا قَرِيْنا
إذا ما رُحْنَا يَمشيْنَ الهُويَنْى كما اضطربَتْ مُتُونُ الشّاربينا
يَقُتْنَ جيادَنا و يَقُلْنَ لسْتُم بُعُولَتَنا إذا لمْ تمنعونا
ظَعَائِنَ منْ بني جُشَمٍ بنَ بكرٍ خَلَطْنَ بِميْسَم حَسَباً و دِيْنا
وَ ما منَعَ الظّعائنَ مثْلُ ضربٍ ترى مِنْهُ السّواعدَ كالقَلينا
كَأنَّا و السُّيُوف مُسلَّلاتٌ وَلَدْنا النَّاسَ طُراً أَجْمَعينا
يُدَهْدِونَ الرُّؤوسَ كما تُدَهْدِيْ حَزاوِرةٌ بأَبْطحِها الكُرينَا
وَ قَدْ عَلِمَ القبائِلُ مِنْ معدٍّ إذا قُبَبٌ بأبْطحِها بنينا
بأنَّا المطعِمُونَ إذا قَدَرْنَا و أنَّا المُهلكونَ إذا ابْتُليْنا
و أنَّا المانِعوُنَ لما أردْنَا و أنَّا النّازِلونَ بحيثُ شِيْنَا
و أنَّا التّاركونَ إذا سخِطنا و أنّا الآخذونَ إذا رضينا
و أنّا العاصمون إذا أُطِعْنا و أنّا العازمونَ إذا عُصِيْنا
و نشرْبُ إنْ وَرَدْنا الماءَ صَفْواً و يشرَبُ غيْرُنا كَدَرَاً و طينا
ألَاْ أبلغْ بني الطمَّاح عنَّا و دُعْمِيّاً فكَيفَ وَجَدتمَوُنا
إذَاْ ما المَلْكُ سامَ النَّاسَ خسفاً أبَيْنا أنْ نُقِرَّ الذلَّ فينا
مَلَأْناَ البَرَّ حتّى ضَاقَ عنَّا وماءُ البحْرِ نملؤه سفينا
إذَاْ بلغَ الفِطامَ لنا صبيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجبابرُ سَاجِدِينا
ألا هُبّي بصحنِك فاصبحينا و لاُ تبقي خمورَ الأندرينا
مشعشةً كأنَّ الحصَّ فيها إذا ما الماءُ خالطها سخينا
تجورُ بذي اللُّبانةِ عن هواهُ إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللَّحِز الشحيحَ إذا أُمرَّتْ عليهِ لمالِهِ فيها مُهينا
صبْبتِ الكأسَ عنَّا أم عمرٍ و كان الكأسُ مجراها اليمينا
و ما شرُّ الثلاثةِ أمَّ عمرٍ بصاحبك الذي لا تصبحَينا
و كأسٍ قدْ شربْتُ ببعلبكَّ و أخرى في دمشقَ و قاصرينا
و إنا سوف تدركُنَا المنايا مقدَّرةً لنا و مقدَّرينا
قِفي قبلَ التفرقِ يا ظعينا نخّبرْكِ اليقينَ و تُخبرينا
قفي نسألْكِ هلْ أحدثْتِ صَرْماً لوشْكِ البيْنِ أم خنْتِ الأمينا
بيومٍ كريهةٍ ضرْباً و طعناً أقَرَّ بهِ مَواليْكِ العُيونَا
و إنَّ غداً و إنَّ اليومَ رهن و بعد غدٍ بما لا تعلمينا
تُريْكَ إذا دخلْتَ على خلاءٍ و قدْ أمنَتْ عيونَ الكاشحينا
ذراعَيْ عيطلٍ أدْماءَ بكْرٍ هِجانِ اللّونِ لمْ تقرأْ جنينا
وثدياً مثلَ حُقّ العاجِ رَخْصاً حَصاناً مِنْ أكفِّ الّلامسيْنا
و متنَيْ لدْنةٍ سمقَتْ و طالَتْ روادفُهُا تَنُوءُ بما وَلِينا
ومأكمةً يضيقُ البابُ عنها و كشحاً قد جُننْتُ به جنونا
وساريتي بلنْطٍ أو رُخامٍ يرِنُّ خَشاشُ حلْيهِما رنينا
فما وجدَتْ كوجدي أمُّ سقْبٍ أضلَّتْه فرجّعتِ الحنينا
ولا شمطاءُ لم يتركْ شقاها لها من تسعةٍ إلاَّ جنينا
تذكرْتُ الصِّبا و اشتقْتُ لمّا رأيْتُ حمولها أصْلاً حُدينا
فأعرضَتْ اليمامةُ واشمخرّتْ كأسيافٍ بأيْدي مُصلتينا
أبا هنْدٍ فلا تعجلْ علينا و أَنظْرنْا نخبّرْكَ اليقينا
بأنّا نوردُ الرايات بيضاً و نصدِرُهُنَّ حُمراَ قد روينا
و أيامٍ لنا غُرٍّ طوالٍ عَصيْنا الملكَ مِنها أنْ ندينا
وسيِّدِ معْشَرٍ قدْ توجوهُ بتاج الملْكِ يحمي المحْجَرينَا
تركْنا الخيلَ عاكفةً عليهِ مقلّدةً أعنّتها صفونا
و أنزَلْنا البيوتَ بذي طُلوحِ إلى الشّاماتِ تنفي الموعِديْنا
و قدْ هرَّتْ كلابُ الحي مِنَّا و شذّبْنا قتادةَ مَنْ يلينا
متى ننقلْ إلى قومٍ رحانا يكونوا في اللّقاءِ لها طحينا
يكونُ ثِفالُها شرقيَّ نجدٍ و لهوتُها قُضاعةُ أجمعينا
نزلْتُم منزل الأضيافِ منَّا فأعجلْنَا القرى أنْ تشتمونا
قَريْناكمُ فعجّلنْا قِراكم قبيلَ الصُّبحِ مرِداةً طَحُونا
نَعُمُّ أُناسَنَا وَ نعِفُّ عنْهُم و نحْملُ عنهُمُ ماْ حمَّلوْنا
نُطاعِنُ ما تراخى النّاسُ عَنَّا و نضْرِبُ بالسُّيُوفِ إذا غُشِيْنا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنا الخَطّيِّ لُدْنٍ ذَوَابلَ أوْ ببيْضٍ يَخْتَلِيْنا
كأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطالِ فيها وَ سُوقٌ بالأَمَاعِزِ يَرْتمِيناْ
نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القوْمِ شَقَّاً و نُخْليها الرِّقابَ فَتَخْتَلِيْنا
و إنَّ الضِّغْنَ بعدَ الضِّغْنِ يَبدُو عَلَيْكَ و يُخرجُ الدَّاءَ الدَّفيْنا
وَرِثْنَا المجْدَ قدْ عَلِمَتْ مَعَدٌ نطاعِنُ دونَهُ حتّى يبيْنَا
و نحْنُ إذا عِمادُ الحيِّ خرَّتْ عنِ الأحْفاضِ نمنعُ مَنْ يَليْناَ
نَجذُّ رؤوسهم في غير بر فما يدرون ماذا يتقونا
كأنَّ سُيُوفَنا مِنَّا و منهُمْ مخاريقٌ بأَيْدي لاعِبِيْنَا
كأنَّ ثيابَنا مِنَّا و منْهُمْ خُضِبْنَ بأُرجوانٍ أو طلينا
إذاْ ماعيَّ بالأَسْنافِ حيُّ من الهَوْلِ المشبَّهِ أنْ يكوُنا
نَصَبْنا مثْلَ رَهوةَ ذاتَ حَدٍّ محافظةً و كنَّا السَّابِقِيْنا
بُشبَّانٍ يَرْوَنَ القَتْلَ مجْداً و شِيْبٍ في الحروبِ مُجرّبينا
حُدَيَّا النَّاسِ كلِّهِم جميعاً مُقارعةً بَنيْهم عَنْ بنينا
فأمَّا يومَ خَشْيتنِا عَليَهْم فَتُصبحُ خَيْلنُا عُصْباً ثبُينا
و أمَّا يومَ لا نخْشى عليهمْ فَنُمِعْنُ غارةً مُتَلَّبْبينا
برأسٍ مِنْ بَنِيْ جُشَم بْنِ بكْرٍ نَدُفُّ بِهِ السُّهولَةَ و الحُزُونا
ألاْ لاْ يعْلَمُ الأقوامُ أنَّا تَضَعْضَعْنا و أَنَّا قّدْ وَنَيْنا
ألا لا يجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا فَنَجْهلَ فَوْقَ جَهْلَ الجَّاهِليِنا
بأيِّ مَشِيْئةٍ عَمْرَ بنَ هِنْدٍ نَكونُ لِقيلِكم فيها قطِينا
بأيِّ مَشيْئةٍ عمرَ بنَ هِنْدٍ تُطِيعُ بَنا الوُشاةَ وَ تَزْدَرِينَا
تهدِّدُنَا و أَوْعدْنَا رُويداً متى كُنَّا لأمِّك مُقْتَويْنا
فإنَّ قَنَاتنَا يا عمرُو أعيَتْ على الأعداءِ قَبلَك أَنْ تَليْنا
إذا عَضَّ الثِّقاف بها اشمأزَّتْ وَوَلّتْهُ عَشوْزنةً زَبُونا
عَشَوْزنةً إذَاْ انقَلَبتْ أَرنَّتْ تَشجُّ قَفَا المُثقَّفِ و الَجبيْنا
فَهلْ حُدِّثْتَ في جُشَم بنِ بكْرٍ بنَقْصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا
وَرِثْنا مَجْدَ عَلْقَمةَ بنِ سَيْفٍ أباحَ لَنَا حُصونَ المجْدِ دْيِنا
وَرِثْتُ مُهَلهِلاً و الخَيْرَ مِنْهُم زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرينا
و عتّاباً و كلثوماً جميعاً بهِمْ نِلْنَا تُراثَ الأكرَمينا
و ذَاْ البُرّةِ الذي حُدِثْتَ عَنْهُ بهِ نُحمى و نحْمي المُحْحَرينا
و مِنَّا قَبْلَهُ السَّاعيْ كليبٌ فأيُّ المجْدِ إلاَّ قَدْ وَلِيْنا
متى نْعِقدْ قَرِيْنتَنا بجْبلٍ تَجذَّ الحْبلَ أو نَقِصِ الَقرِيْناِ
و نوجَدُ نحْنُ أمنَعهُمْ ذمَاْراً وَ أوْفاهُم إذا عَقَدُوا يَمْيِنا
و نحن غَداةَ أُوْقِدَ في خَزَارى رَفَدْنا فَوْقَ رِفْدِ الرَّافِديْنا
و نَحْنُ الحابِسُوْنَ بذيْ أَراطى تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُوْر الدَّريْنا
و نَحْنُ الحاكِمُونَ إذَاْ أُطِعْنَا و نحنُ العازِمُونَ إذا عُصِيْنا
و نَحْنُ التّارِكونَ لما سَخِطْنا و نحنُ الآخِذُوْن لِما رَضِيْنا
وَ كُنَّا الأَيْمنينَ إذاْ الْتقْيَنا و كانَ الأَيسْرَيْنَ بَنُو أَبيْنا
فصَالُوا صَوْلةً فِيْمَنْ يليهمْ وَ صُلْنا صَولةً فيمَنْ يَليْنا
فآبُوا بالنِّهابِ و بالسَّبايَاْ و إِبْنا بالمُلوكِ مُصَفَّدِيْنا
إليْكُمْ يا بَني بكْرٍ إليْكُمْ ألمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا اليَقيْنا
أَلمَّا تعْلَموا مِنَّا و منكُمْ كَتَائبَ يطَّعنَّ وَ يَرْتَميْنا
عَلَيْنا البيْضُ و اليَلَبُ اليماني و أسْيافٌ يَقُمْنَ وَ يَنْحنينا
عَلَيْنا كُلُّ سابغةٍ دِلاصٍ تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا
إذا وُضِعَتْ عن الأبْطالِ يوماً رأيْتَ لها جلودَ القَومِ جُونا
كأنًّ غُضُونَهُنَّ متونُ غدْرٍ تُصفِّقُها الرّياحُ إذا جَرَيْنا
و تحمِلُنا غَداةَ الرَّوعِ جُرْدٌ عُرِفْنَ لَنا نَقَاْئِذَ وافتُلِيْنا
وَ رَدْنَ دَوارِعَاً و خرَجْنَ شُعْثاً كأمثالِ الرّصائعِ قد بَلِيْنَا
وَ رِثْناهُنَّ عنْ آباءِ صدْقٍ و نُورِثُها إذا مُتْنا بنينا
على آثارِنَا بيضٌ حِسانُ نحاذِرُ أنْ تقسمَّ أو تهوُنا
أَخذْنَ على بُعُولتهنَّ عَهْداً إذا لاقَوْا كتائبَ مُعْلِميْنا
لَيَسْتِلبُّنَّ أفْراساً و بيْضَاً و أُسْرَى في الحديدِ مُقَرَّنينا
تَرَانا بارِزِيْنَ و كلُّ حيٍّ قدْ اتَّخذوا مَخَافَتَنا قَرِيْنا
إذا ما رُحْنَا يَمشيْنَ الهُويَنْى كما اضطربَتْ مُتُونُ الشّاربينا
يَقُتْنَ جيادَنا و يَقُلْنَ لسْتُم بُعُولَتَنا إذا لمْ تمنعونا
ظَعَائِنَ منْ بني جُشَمٍ بنَ بكرٍ خَلَطْنَ بِميْسَم حَسَباً و دِيْنا
وَ ما منَعَ الظّعائنَ مثْلُ ضربٍ ترى مِنْهُ السّواعدَ كالقَلينا
كَأنَّا و السُّيُوف مُسلَّلاتٌ وَلَدْنا النَّاسَ طُراً أَجْمَعينا
يُدَهْدِونَ الرُّؤوسَ كما تُدَهْدِيْ حَزاوِرةٌ بأَبْطحِها الكُرينَا
وَ قَدْ عَلِمَ القبائِلُ مِنْ معدٍّ إذا قُبَبٌ بأبْطحِها بنينا
بأنَّا المطعِمُونَ إذا قَدَرْنَا و أنَّا المُهلكونَ إذا ابْتُليْنا
و أنَّا المانِعوُنَ لما أردْنَا و أنَّا النّازِلونَ بحيثُ شِيْنَا
و أنَّا التّاركونَ إذا سخِطنا و أنّا الآخذونَ إذا رضينا
و أنّا العاصمون إذا أُطِعْنا و أنّا العازمونَ إذا عُصِيْنا
و نشرْبُ إنْ وَرَدْنا الماءَ صَفْواً و يشرَبُ غيْرُنا كَدَرَاً و طينا
ألَاْ أبلغْ بني الطمَّاح عنَّا و دُعْمِيّاً فكَيفَ وَجَدتمَوُنا
إذَاْ ما المَلْكُ سامَ النَّاسَ خسفاً أبَيْنا أنْ نُقِرَّ الذلَّ فينا
مَلَأْناَ البَرَّ حتّى ضَاقَ عنَّا وماءُ البحْرِ نملؤه سفينا
إذَاْ بلغَ الفِطامَ لنا صبيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجبابرُ سَاجِدِينا