إن من يقرأشعر طرفة يجد أن المعلقةهي أجمل ما في هذا الشعر بل لعلها أروع الشعر الشعر الجاهلي وأفضله لروعة تصويرها وسلاسة لغتها ولما تضمنته من اراء ونظرات في الحياة والموت أما المناسبة التي قيلت فيها المعلقة فقد قيل أن أخاه معبداً كانت قد ضلت له إبل فذهب طرفة إلى ابن عم له يدعى مالكاً ورغب في أ يعينه في طلبها ولكن مالكً انتهره وقال له : فرطت فيها ثم أقبلت تتعب في طلبها؟!فتألم طرفة من هذا الرد وهاجت قريحته فقال قصيدته
لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهَمَدِ تَلُوْحُ كَبَاْقي الوَشْمِ في ظاْهِرِ اليَدِ
بِرَوْضَةِ دُعْمِيٍّ فَأكْناْفِ حَاْئِلٍ ظَلِلْتُ بِهَاْ أَبْكِيْ وَأَبْكِيْ إلى الغَدِ
وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبيْ عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ يَقُوُلُوْنَ لاْ تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدُوْجَ الماْلِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلَاْيَاْ سَفِيْنٍ بِالنَّواْصِفِ مِنْ دَدِ
عُدُوْليَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَاْمِنٍ يَجُوْرُ بِهَاْ الملاَّحُ طَوْرَاً ويَهْتَدِيْ
يَشُقُّ حَبَابَ الماْءِ حَيْزُوْمُها بِهَاْ كَمَاْ قَسَمَ التُرْبَ المُفَاْيِلِ بالْيَدِ
وَفيْ الحيِّ أَحْوَى يَنْقُضُ المَرْدَ شَاْدِنٌ مُظَاْهِرُ سِمْطِيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ
خَذُوْلٌ تُراعِىْ رَبْرَباً بِخَمِيْلةٍ تَنَاوَلُ أَطْراْفَ البَرِيْرِ وَتَرْتَدِيْ
وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمى كَأَنَّ مُنوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
سَقتْهُ إِيَاْةُ الشَّمسِ إلاَّ لِثَاْثِهِ أُسِفَّ ولَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ
وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاْءهَا عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لمْ يَتَخَدَّدِ
وَإنِّيْ لَأَقْضِيْ الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَاْرِهِ بِعَوْجَاْءَ مِرْقَاْلٍ تَرُوْحُ وتَغْتَدِيْ
أَمُوْنٍ كَأَلْواحِ الإِرَاْنِ نَسَأْتُها عَلَى لَاْحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جَمَالِيَّةٌ وجَناْءُ تَرْدِيْ كَأَنَّها سَفَنَّجةٌ تَبْريْ لأَزْعَرَ أَرْبَدِ
تُبَاْرِيْ عِتَاْقَاً نَاْجِيَاْتٍ وَأَتْبَعَتْ وَظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَرَبَّعَتِ القَفَّيْنِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِيْ حَدَاْئِقَ مَوْلِيٍّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ
تُرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقيْ بِذِيْ خُصَلٍ رَوْعَاْتِ أَكْلَفَ مُلْبَدِ
كَأَنَّ جَنَاْحَيْ مَضْرَجِيٍّ تَكَنَّفَاْ حَفَاْفَيْهِ شُكَّا في العَسِيْبِ بِمَسْرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميْلِ وَتَاْرَةً عَلى حَشَفٍ كالشَّنِّ ذَاْوٍ مُجَدَّدِ
لَهَاْ فَخِذَاْنِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِمَا كَأَنَّهما بَابَا مُنِيْفٍ مُمرَّدِ
وَطَيٌّ مَحَاٍل كَالْحِنَيِّ خُلُوْقُهُ وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ
كَأنَّ كِنَاْسَيْ ضَاْلَةٍ يَكْنُفاْنِها وَ أطْرَ قِسيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
لَهَاْ مِرْفَقانِ أَفْتَلاْنِ كأَنَّها يَمُرُّ بَسَلْمَيْ دَاْلَجٍ متشدِّد
كَقَنْطَرةِ الرُّوْمِيِّ أَقَسَمَ رَبُّها لَتُكَتَنَفَنَّ حتَّى تُشَاْدَ بقَرْمدِ
صُهَاْبِيَّةَ العُثْنُونِ مُوْجَدةُ الفَرا بَعيْدَةُ وَخْدِ الرِّجْلِ موَّارَةُ اليَدِ
أمَّرتْ يَداْهَا فَتْلَ شزْرٍ و أجْنِحَتْ لَهَاْ عَضُدَاهَا في سَقِيْفٍ مُسَنَّدِ
جَنُوحٌ دِفَاْقٌ عَنْدك ثمَّ أفْرِغَتْ لَها كَتِفَاْها في مُعَالَى مُصَعَّدِ
كَأَنَّ عُلُوْبَ النَّسْعِ في وَ أيْاْتِها مَوَاْرِدُ مِنْ خَلْقَاْءَ في ظهْرِ قَرْدَدِ
تَلَاْقَى وَ أَحْيَاْناً تَبِيْنُ كَأنّها بَنَاْئِقُ غُرُّ في قَمِيْصٍ مُقَدَّدِ
وَ أَتْلَعُ نَهَّاضٌ إذَاْ صَعَّدَتْ بِهِ كَسُكَّانِ بُوْصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعَدِ
و جُمْجُمةٍ مِثْلُ الفَلَاةِ كأنّما وَعَى المُلْتَقَى مِنْها إلى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدُ كَقُرْطَاْسِ الشَّآمي و مِشْفرٌ كَسِبْتَ اليَماْني قَدُّه لَمْ يُجرَّدِ
وَ عَيْنانِ كالماَوِيتَّيْنِ اسْتَكنَّتَا بَلَهْفَيْ حجْاجَيْ صَخْرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاْهُما كَمكْحُوْلَتَيْ مَذْعُوْرَةٍ أَمِّ فَرْقَدِ
وَ صَاْدِقَتَا سمْعِ التَّوجُّسِ للسُّرَى لِهَجْسِ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتِ مُنَدِّدِ
مُؤَلَلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيْهِما كَسَاْمِعَتيْ شَاْةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وَ أَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَدُّ مُلَمْلمٌ كَمِرْدَاْةِ صَخْرٍ في صَفِيْحٍ مُصَمَّدِ
وَ إِنْ شِئْتَ سَاْمَى وَاْسِطَ الكُوْرِ رَأْسُها وَ عَامَتْ بضَبْعَيْها نَجاْءَ الخفَيْددِ
و إِنْ شِئْتُ لَمْ تُرقِلْ و إنْ شِئْتُ أَرْقلَتْ مَخَافَةَ مَلْوِيِّ من القَدِ مُحْصَدِ
وَ أَعْلَمُ مَحْزوتٌ مِنَ الأنْفِ مَاْرِنٌ عَتِيْقُ متى تَرْجُمْ بِهِ الأرضَ تَزْدَدِ
إِذَاْ أَقْبَلَتْ قَالُوا تَأَخَّر رَحْلُها وإِنْ أَدْبَرَتْ قَالُوا تَقَدَّمَ فَاْشدُدِ
وَتُضْحيْ الجِبَاْلُ الحُمْرُ خَلْفِي كأَنَّها مِنَ البُعْدِ حُفَّتْ بالمُلَاْءِ المُعَضَّدِ
وَتَشْربُ بِالقَعْبِ الصَّغيرِ وإنْ تُقَد بِمِشْفَرهَا يَوْماً إلى اللَّيلِ تَنْقَدِ
عَلَى مِثْلِها أَمْضِي إذا قاْلَ صَاْحِبيْ أَلَاْ لَيْتَنيْ أَفْدِيْك مِنْها وأَفْتَدِيْ
وَجَاْشَتْ إِليْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وخَاْلَهُ مُصَاْباً ولو أمْسَى عَلى غَيْرِ مَرْصَدِ
إِذاْ القَوْمُ قَاْلوُا مَنْ فَتىً ؟خِلْتُ أننيِّ عُنيْتُ فكمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتبَلَّدِ
أحَلْتُ عَلَيها بالْقَطِيعِ فأَجْذَمَتْ وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المتوقِّدِ
فَذَاْلَتْ كَماْ ذَاْلَتْ وَليْدةُ مجْلِسٍ تُرِيْ رَبَّها أذْيَاْلَ سَحْلٍ مُمدَّدِ
وَلَسْتُ بحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخَافَةً وَلكنْ مَتى يَسْتَرفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ
وَإِنْ تَبْغِنِيْ في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِيْ وإِنْ تَقتنصنِيْ في الحوانِيْتِ تَصْطَدِ
مَتَى تَأْتِني أَصْبَحْكَ كَأْساً رَوِيَّةً وَإِنْ كُنْتَ عَنْها غَاْنِياً فاْغْنَ وازْدَدِ
وَإِنْ يلْتَقِ الحيُّ الجَميْعُ تُلاقِنيْ إلَى ذِرْوَةِ البيْتِ الكَريْم المصَمَّدِ
نَداْمَايَ بِيْضُ كالنُّجومِ وقِينةٌ تَرُوحُ عَلَيْنا بَيْنَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ
رَحيْبُ قَطَابِ الجَيْبِ مِنْها رقِيْقةٌ بِجَسِّ النَّدَامى بَضَّةُ المُتَجَرِّدِ
إِذَاْ نَحْنُ قُلْنَا أسْمِعيْنا اْنْبَرتْ لَنَاْ عَلَى رِسْلِها مَطْرُوْقَةً لمْ تَشَدَّدِ
إِذَاْ رَجَّعْتَ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها تَجاوُبَ آظْآرٍ على رُبَعٍ رَدِ
وَما زَاْلَ تِشْرَابيْ الخمُورَ ولَذَّتِيْ وَبَيْعيْ وإنْفَاقِي طَرِيْفِي وَمَتْلَدِيْ
إِلى أَنْ تَحامَتْنِي العَشِيْرَةُ كلُّها وَأُفْرِدْتُ إفْرادَ البَعيْر المُعبَّدِ
رَأَيْتُ بَنيْ غَبْراءَ لا يُنْكَرَوْنَني وَلَاْ أهَلْ هَذاْكَ الطِّرافِ الممدَّدِ
أَلَاْ أَيُّهذا اللاَّئِمِي أحْضرَ الوَغَى وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذاتِ هلْ أَنْتَ مُخْلِدِيْ
فَإِنْ كُنْتَ لَاْ تَسْطِيْع دَفْعَ منيَّتي فَدَعْنِيْ أُبَاْدرَهَا بِمَاْ مَلَكَتْ يَدِيْ
وَلَوْلَاْ ثَلَاثٌ هُنَّ مِنْ عِيْشَةِ الفَتَى وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتى قَاْمَ عُوَّدِيْ
فَمِنْهُنَّ سَبْقِيْ العَاْذِلاْتِ بشَرْبَةٍ كُميْتٍ مَتى ما تُعلَ بالْماْء تُزْبِدِ
وَكَرِّيٌ إذَا نَاْدَى المُضَاْفُ محَنَّباً كَسِيْدِ الفَضَاْ نبَهْتَهُ المُتَورّدِ
وَ تقْصِيْرُ يَوْمِ الدَّجْنِ وَ الدَّجْنُ مُعْجِبٌ بَبَهْكنَةٍ تَحْتَ الخِبَاْءِ المُعَّمدِ
كَأنَّ البُرَيْنَ و الدَّمَالِيْجُ غُلِّقَتْ على عُشَرٍ أو خِرْوَعٍ لمْ يُحَضَّدِ
ذَرِيْنيْ أُرَوِّيْ هَاْمَتِيْ في حَيَاْتِها مَخَافَةَ شُرْبٍ في الحَياْةِ مُصَرَّدِ
كَرِيمٌ يُرَّوِّيْ نفسَهُ في حَياتِهِ سَتَعْلَمُ : إِنْ مِتْنَا غَداً أيُّنا الصَّدِيْ
أَرَىْ قَبْرَ نَخَّامٍ بِخيْلٍ بمَاْلِهِ كقبْرِ غَويٍّ في البَطاْلَةِ مُفْسِدِ
تَرى جَثَوتيْنِ مِنْ تُراْبٍ عَلَيْهما صَفاَئحُ صُمٌّ مِنْ صَفيْحٍ مُنَضَّدِ
أرَى الموْتَ يْعَتَاْمُ الكِرَاْمَ وَ يَصْطَفِي عَقَيلَةَ ماْلِ الفاْحشِ المتشدِّدِ
أرَى الموْتَ يَعْتادُ النّفوسَ و لا أرى بَعيداً غَداً ما أقْرَبَ اليومَ من غَدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً ناقِصاً كُلَّ ليلةٍ و ما تنقِصِ الأيّامُ و الدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ الموْتَ مَاْ أَخْطَأَ الفتى لكالطِّوَل المرْخَى و ثِنْياهُ باليَدِ
مَتَى مَاَ يَشَأْ يوماً يَقُدْهُ لحتْفِهِ وَ مَنْ يكُ في حَبْلِ المنيَّةِ ينْقَدِ
فمَا ليْ أَرَاْني و ابْنَ عَمِيَّ مالِكَاً متى أدْنُ منْهُ نيأَ عنيِّ و يبْعُدِ
يَلُوْمُ وَ مَاْ أَدْرِيْ عَلَاْمَ يَلُوْمُنِيْ كَما لَاْمَنِيْ فِي الحيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبدِ
و أَيْأسَنِيْ مِنْ كُلِّ خيْرٍ طَلَبْتُهُ كأنَّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أنّني نَشَدْتُ فَلَمْ أغفلْ حمولةَ معبَدِ
وَ قَرَّبْتُ بالقُربى وَ جَدِّكَ إنّني مَتى يَكُ أمْرٌ للنكيثةِ أَشْهَدِ
و إِنْ أُدْعَ للجُّلَّى أكُنْ مِنْ حُماتِها و إِنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجهدِ أجْهَدِ
وَ إِنْ يَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرضِكَ أَسْقِهِمْ بِكَأْسِ حِياضِ الموْتِ قَبْلَ التهدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ و كمحدَثٍ هِجَاْئي و قَذْفي بالشكاةِ وَ مُطْرَدِيْ
فَلو كانَ مولايَ امْرَءاً هَوَ غَيْرُهُ لفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرني غَدي
وَ لكنَّ مَوْلَاْي امرؤ هُوَ خانِقيْ عَلى السكْرِ و التّسآلِ أوْ أنا مفتدِ
وَ ظُلْمُ ذَوِيْ القُرْبى أشَدُّ مضَاْضَةً على المرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المهَّندِ
فَذَرْني و خُلْقِي إنّني لَكَ شاكِرٌ وَ لَوْ حَلَّ بَيْتي نائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فلَوْ شَاْءَ رَبِّي كنْتُ قَيْسَ بنَ خالدٍ و لَوْ شاءَ ربِّي كنْتُ عَمروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأصبَحْتُ ذَاْ مالٍ كثيٍر وَ زارَني بَنونٌ كِرامٌ سادةٌ لمسَوَّدِ
أَنَاْ الرَّجل الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ خَشاشٌ كرأْسِ الحيَّةِ المتوقِّدِ
فَآلَيْتُ لا ينفَكُّ كشْحِي بِطَاْنةً لعَضْبٍ رَقيْقٍ الشَّفْرتيِن مًهَنَّدِ
حُسَامٌ إذَاْ ما قمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ كفَى العَوْذَ فيْهِ البَدْء ليسَ بمعْضَدِ
أَخِيْ ثِقَةٍ لا يَنْثَنِيْ عَنْ ضَرِيبةٍ إذا قِيْلَ مهْلاً قَاْلَ حاجِزُهُ قِدِيْ
إِذَاْ ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِيْ مَنِيْعاً إِذَاْ ابْتَلَّتْ بقَاْئِمِهِ يَدِيْ
وَبِرْكِ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَاْرَتْ مخافَتِيْ بَوَاْدِيَها أمْشِيْ بعَضَبٍ مُجَرَّدِ
فمرَّت كَهَاْةُ ذاْتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ عَقِيلَةُ شَيْخٍ كاْلوَبِيْلِ يِلَنْدَدِ
يقُولُ وقَدْ ثَرَّ الوَظِيفُ وسَاْقُهَا ألَسْتَ تَرَى أن قد أتيْتَ بمؤْيدِ
وقالَ : أَلَاْ مَاذا ؟ تَرَوْنَ بِشَارِبٍ شَدِيْدٍ عَلَيْنا بَغْيَهُ مُتَعَمَّدِ
وقاْلَ ذَرُوْهُ إنَّما نَفْعُها لَهُ وإلاَّ تَكفُّوا قَاْصيَ البَرْكِ يزْدَدِ
فظَلَّ الإمَاْءُ يمتَلِلْنَ حُوَارَهَا وَيُسْعَى بها بالسَّدِيْفِ المُسَرْهَدِ
فإِنْ مِتُّ فَاْنْعِنِيْ بِمَاْ أنَاْ أهْلُهُ وشُقِّي عليَّ الجيْبَ يا ابنَةَ معْبَدِ
وَلَاْ تَجْعَلِيْني كاْمرِيء ليْسَ هُّمُه كهَمِّي ولا يُغْنيْ غَنَاْئي ومَشْهَدِيْ
بطِيء عَنِ الجلَّى سَرِيْعٍ إلى الخَنَا ذلولٍ بأجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
فلَوْ كُنْتَ وغْلاً في الرَّجالِ لضرَّنيْ عداوةُ ذي الأصْحَابِ والمُتَوَحِّدِ
ولكنْ نَفَى الأعَاْدِيْ جُرأتِيْ عَلَيْهِمْ وإقْداميْ وصِدْقي ومَحتَدِيْ
لعَمْرُكَ ما أَمْريْ عَلَيَّ بغُمَّةٍ نَهَارِيْ وَلَاْ لَيْليْ عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
وَيَوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاْكِهِ حِفَاْظَاً على عَوْراْتِهِ والتَّهَدُّدِ
عَلَىْ مَوْطِنٍ يَخْشَىْ الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدى مَتى تَعْتَرِكْ فِيْهِ الفَراْئِصُ تُرعد
أَرَى المَوْتَ لَاْ يَرْعَى عَلَى ذِيْ جَلَاْلَةٍ وَإِنْ كَاْنَ في الدُّنْيا عَزِيْزاً بِمَقْعَدِ
وَأَصْفَرَ مَضْبُوْحٍ نَظَرْتُ حِوَاْرَهُ عَلَى النَّاْرِ واْسْتَوْدَعَتْهُ كَفَّ مُجْمِدِ
سَتُبْدِيْ لَكَ الأَيَّامُ مَاْ كُنْتَ جَاْهِلاً وَيَأْتِيْكَ بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ
وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ بَتَاْتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعَدِ
لَعَمْرُكَ مَاْ الأَيَّامُ إلاَّ مُعَارَةٌ فَمَاْ اسْطَعْتَ مِنْ مَعْروفِهَا فَتَزَوَّدِ
وَلَاْ خَيْرَ فيْ خَيْرٍ تَرى الشَرَّ دُونَهُ وَلَاْ نَاْئِلٍ يَأْتِيْك بَعْدَ التَّلَدُّدِ
عَنِ المَرْءِ لَاْ تَسْأَلْ وَأَبْصِرْ قَرِيْنَهُ فإِنَّ القَرِيْنَ بالمَقَاْرَنِ يَقْتَدِيْ
لعَمُركَ مَاْ أَدْرِيْ و إنيِّ لَوَاْجِلُ أَفِيْ اليَوْمِ إِقْدَاْمُ المنَّيةِ أَمْ غَدِ ؟
فإنْ تَكُ خَلْفِيْ لا يَفُتْها سَوادِيا و إِنْ تَكُ قُدَّامي أَجِدْها بِمَرصَدِ
إِذَاْ أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ بِوِدِّكَ أَهْلَهُ و لَمْ تَنْكَ بالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فابْعُدِ
ولَاْ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ مَاْ عِشْتُ صَوْلَتِيْ وَ لَاْ أَخْتَنِيْ مِنْ صَوْلَةٍ المُتَهدِّدِ
وَ إِنِّيْ وَ إنْ أَوْعَدْتهُ أوْ وَعَدْتهُ لَمُختلِفٌ إيْعَادِيْ و مُنْجِزُ مَوْعِدِيْ
لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهَمَدِ تَلُوْحُ كَبَاْقي الوَشْمِ في ظاْهِرِ اليَدِ
بِرَوْضَةِ دُعْمِيٍّ فَأكْناْفِ حَاْئِلٍ ظَلِلْتُ بِهَاْ أَبْكِيْ وَأَبْكِيْ إلى الغَدِ
وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبيْ عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ يَقُوُلُوْنَ لاْ تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدُوْجَ الماْلِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلَاْيَاْ سَفِيْنٍ بِالنَّواْصِفِ مِنْ دَدِ
عُدُوْليَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَاْمِنٍ يَجُوْرُ بِهَاْ الملاَّحُ طَوْرَاً ويَهْتَدِيْ
يَشُقُّ حَبَابَ الماْءِ حَيْزُوْمُها بِهَاْ كَمَاْ قَسَمَ التُرْبَ المُفَاْيِلِ بالْيَدِ
وَفيْ الحيِّ أَحْوَى يَنْقُضُ المَرْدَ شَاْدِنٌ مُظَاْهِرُ سِمْطِيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ
خَذُوْلٌ تُراعِىْ رَبْرَباً بِخَمِيْلةٍ تَنَاوَلُ أَطْراْفَ البَرِيْرِ وَتَرْتَدِيْ
وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمى كَأَنَّ مُنوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
سَقتْهُ إِيَاْةُ الشَّمسِ إلاَّ لِثَاْثِهِ أُسِفَّ ولَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ
وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاْءهَا عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لمْ يَتَخَدَّدِ
وَإنِّيْ لَأَقْضِيْ الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَاْرِهِ بِعَوْجَاْءَ مِرْقَاْلٍ تَرُوْحُ وتَغْتَدِيْ
أَمُوْنٍ كَأَلْواحِ الإِرَاْنِ نَسَأْتُها عَلَى لَاْحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جَمَالِيَّةٌ وجَناْءُ تَرْدِيْ كَأَنَّها سَفَنَّجةٌ تَبْريْ لأَزْعَرَ أَرْبَدِ
تُبَاْرِيْ عِتَاْقَاً نَاْجِيَاْتٍ وَأَتْبَعَتْ وَظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَرَبَّعَتِ القَفَّيْنِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِيْ حَدَاْئِقَ مَوْلِيٍّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ
تُرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقيْ بِذِيْ خُصَلٍ رَوْعَاْتِ أَكْلَفَ مُلْبَدِ
كَأَنَّ جَنَاْحَيْ مَضْرَجِيٍّ تَكَنَّفَاْ حَفَاْفَيْهِ شُكَّا في العَسِيْبِ بِمَسْرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميْلِ وَتَاْرَةً عَلى حَشَفٍ كالشَّنِّ ذَاْوٍ مُجَدَّدِ
لَهَاْ فَخِذَاْنِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِمَا كَأَنَّهما بَابَا مُنِيْفٍ مُمرَّدِ
وَطَيٌّ مَحَاٍل كَالْحِنَيِّ خُلُوْقُهُ وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ
كَأنَّ كِنَاْسَيْ ضَاْلَةٍ يَكْنُفاْنِها وَ أطْرَ قِسيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
لَهَاْ مِرْفَقانِ أَفْتَلاْنِ كأَنَّها يَمُرُّ بَسَلْمَيْ دَاْلَجٍ متشدِّد
كَقَنْطَرةِ الرُّوْمِيِّ أَقَسَمَ رَبُّها لَتُكَتَنَفَنَّ حتَّى تُشَاْدَ بقَرْمدِ
صُهَاْبِيَّةَ العُثْنُونِ مُوْجَدةُ الفَرا بَعيْدَةُ وَخْدِ الرِّجْلِ موَّارَةُ اليَدِ
أمَّرتْ يَداْهَا فَتْلَ شزْرٍ و أجْنِحَتْ لَهَاْ عَضُدَاهَا في سَقِيْفٍ مُسَنَّدِ
جَنُوحٌ دِفَاْقٌ عَنْدك ثمَّ أفْرِغَتْ لَها كَتِفَاْها في مُعَالَى مُصَعَّدِ
كَأَنَّ عُلُوْبَ النَّسْعِ في وَ أيْاْتِها مَوَاْرِدُ مِنْ خَلْقَاْءَ في ظهْرِ قَرْدَدِ
تَلَاْقَى وَ أَحْيَاْناً تَبِيْنُ كَأنّها بَنَاْئِقُ غُرُّ في قَمِيْصٍ مُقَدَّدِ
وَ أَتْلَعُ نَهَّاضٌ إذَاْ صَعَّدَتْ بِهِ كَسُكَّانِ بُوْصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعَدِ
و جُمْجُمةٍ مِثْلُ الفَلَاةِ كأنّما وَعَى المُلْتَقَى مِنْها إلى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدُ كَقُرْطَاْسِ الشَّآمي و مِشْفرٌ كَسِبْتَ اليَماْني قَدُّه لَمْ يُجرَّدِ
وَ عَيْنانِ كالماَوِيتَّيْنِ اسْتَكنَّتَا بَلَهْفَيْ حجْاجَيْ صَخْرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاْهُما كَمكْحُوْلَتَيْ مَذْعُوْرَةٍ أَمِّ فَرْقَدِ
وَ صَاْدِقَتَا سمْعِ التَّوجُّسِ للسُّرَى لِهَجْسِ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتِ مُنَدِّدِ
مُؤَلَلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيْهِما كَسَاْمِعَتيْ شَاْةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وَ أَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَدُّ مُلَمْلمٌ كَمِرْدَاْةِ صَخْرٍ في صَفِيْحٍ مُصَمَّدِ
وَ إِنْ شِئْتَ سَاْمَى وَاْسِطَ الكُوْرِ رَأْسُها وَ عَامَتْ بضَبْعَيْها نَجاْءَ الخفَيْددِ
و إِنْ شِئْتُ لَمْ تُرقِلْ و إنْ شِئْتُ أَرْقلَتْ مَخَافَةَ مَلْوِيِّ من القَدِ مُحْصَدِ
وَ أَعْلَمُ مَحْزوتٌ مِنَ الأنْفِ مَاْرِنٌ عَتِيْقُ متى تَرْجُمْ بِهِ الأرضَ تَزْدَدِ
إِذَاْ أَقْبَلَتْ قَالُوا تَأَخَّر رَحْلُها وإِنْ أَدْبَرَتْ قَالُوا تَقَدَّمَ فَاْشدُدِ
وَتُضْحيْ الجِبَاْلُ الحُمْرُ خَلْفِي كأَنَّها مِنَ البُعْدِ حُفَّتْ بالمُلَاْءِ المُعَضَّدِ
وَتَشْربُ بِالقَعْبِ الصَّغيرِ وإنْ تُقَد بِمِشْفَرهَا يَوْماً إلى اللَّيلِ تَنْقَدِ
عَلَى مِثْلِها أَمْضِي إذا قاْلَ صَاْحِبيْ أَلَاْ لَيْتَنيْ أَفْدِيْك مِنْها وأَفْتَدِيْ
وَجَاْشَتْ إِليْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وخَاْلَهُ مُصَاْباً ولو أمْسَى عَلى غَيْرِ مَرْصَدِ
إِذاْ القَوْمُ قَاْلوُا مَنْ فَتىً ؟خِلْتُ أننيِّ عُنيْتُ فكمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتبَلَّدِ
أحَلْتُ عَلَيها بالْقَطِيعِ فأَجْذَمَتْ وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المتوقِّدِ
فَذَاْلَتْ كَماْ ذَاْلَتْ وَليْدةُ مجْلِسٍ تُرِيْ رَبَّها أذْيَاْلَ سَحْلٍ مُمدَّدِ
وَلَسْتُ بحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخَافَةً وَلكنْ مَتى يَسْتَرفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ
وَإِنْ تَبْغِنِيْ في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِيْ وإِنْ تَقتنصنِيْ في الحوانِيْتِ تَصْطَدِ
مَتَى تَأْتِني أَصْبَحْكَ كَأْساً رَوِيَّةً وَإِنْ كُنْتَ عَنْها غَاْنِياً فاْغْنَ وازْدَدِ
وَإِنْ يلْتَقِ الحيُّ الجَميْعُ تُلاقِنيْ إلَى ذِرْوَةِ البيْتِ الكَريْم المصَمَّدِ
نَداْمَايَ بِيْضُ كالنُّجومِ وقِينةٌ تَرُوحُ عَلَيْنا بَيْنَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ
رَحيْبُ قَطَابِ الجَيْبِ مِنْها رقِيْقةٌ بِجَسِّ النَّدَامى بَضَّةُ المُتَجَرِّدِ
إِذَاْ نَحْنُ قُلْنَا أسْمِعيْنا اْنْبَرتْ لَنَاْ عَلَى رِسْلِها مَطْرُوْقَةً لمْ تَشَدَّدِ
إِذَاْ رَجَّعْتَ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها تَجاوُبَ آظْآرٍ على رُبَعٍ رَدِ
وَما زَاْلَ تِشْرَابيْ الخمُورَ ولَذَّتِيْ وَبَيْعيْ وإنْفَاقِي طَرِيْفِي وَمَتْلَدِيْ
إِلى أَنْ تَحامَتْنِي العَشِيْرَةُ كلُّها وَأُفْرِدْتُ إفْرادَ البَعيْر المُعبَّدِ
رَأَيْتُ بَنيْ غَبْراءَ لا يُنْكَرَوْنَني وَلَاْ أهَلْ هَذاْكَ الطِّرافِ الممدَّدِ
أَلَاْ أَيُّهذا اللاَّئِمِي أحْضرَ الوَغَى وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذاتِ هلْ أَنْتَ مُخْلِدِيْ
فَإِنْ كُنْتَ لَاْ تَسْطِيْع دَفْعَ منيَّتي فَدَعْنِيْ أُبَاْدرَهَا بِمَاْ مَلَكَتْ يَدِيْ
وَلَوْلَاْ ثَلَاثٌ هُنَّ مِنْ عِيْشَةِ الفَتَى وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتى قَاْمَ عُوَّدِيْ
فَمِنْهُنَّ سَبْقِيْ العَاْذِلاْتِ بشَرْبَةٍ كُميْتٍ مَتى ما تُعلَ بالْماْء تُزْبِدِ
وَكَرِّيٌ إذَا نَاْدَى المُضَاْفُ محَنَّباً كَسِيْدِ الفَضَاْ نبَهْتَهُ المُتَورّدِ
وَ تقْصِيْرُ يَوْمِ الدَّجْنِ وَ الدَّجْنُ مُعْجِبٌ بَبَهْكنَةٍ تَحْتَ الخِبَاْءِ المُعَّمدِ
كَأنَّ البُرَيْنَ و الدَّمَالِيْجُ غُلِّقَتْ على عُشَرٍ أو خِرْوَعٍ لمْ يُحَضَّدِ
ذَرِيْنيْ أُرَوِّيْ هَاْمَتِيْ في حَيَاْتِها مَخَافَةَ شُرْبٍ في الحَياْةِ مُصَرَّدِ
كَرِيمٌ يُرَّوِّيْ نفسَهُ في حَياتِهِ سَتَعْلَمُ : إِنْ مِتْنَا غَداً أيُّنا الصَّدِيْ
أَرَىْ قَبْرَ نَخَّامٍ بِخيْلٍ بمَاْلِهِ كقبْرِ غَويٍّ في البَطاْلَةِ مُفْسِدِ
تَرى جَثَوتيْنِ مِنْ تُراْبٍ عَلَيْهما صَفاَئحُ صُمٌّ مِنْ صَفيْحٍ مُنَضَّدِ
أرَى الموْتَ يْعَتَاْمُ الكِرَاْمَ وَ يَصْطَفِي عَقَيلَةَ ماْلِ الفاْحشِ المتشدِّدِ
أرَى الموْتَ يَعْتادُ النّفوسَ و لا أرى بَعيداً غَداً ما أقْرَبَ اليومَ من غَدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً ناقِصاً كُلَّ ليلةٍ و ما تنقِصِ الأيّامُ و الدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ الموْتَ مَاْ أَخْطَأَ الفتى لكالطِّوَل المرْخَى و ثِنْياهُ باليَدِ
مَتَى مَاَ يَشَأْ يوماً يَقُدْهُ لحتْفِهِ وَ مَنْ يكُ في حَبْلِ المنيَّةِ ينْقَدِ
فمَا ليْ أَرَاْني و ابْنَ عَمِيَّ مالِكَاً متى أدْنُ منْهُ نيأَ عنيِّ و يبْعُدِ
يَلُوْمُ وَ مَاْ أَدْرِيْ عَلَاْمَ يَلُوْمُنِيْ كَما لَاْمَنِيْ فِي الحيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبدِ
و أَيْأسَنِيْ مِنْ كُلِّ خيْرٍ طَلَبْتُهُ كأنَّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أنّني نَشَدْتُ فَلَمْ أغفلْ حمولةَ معبَدِ
وَ قَرَّبْتُ بالقُربى وَ جَدِّكَ إنّني مَتى يَكُ أمْرٌ للنكيثةِ أَشْهَدِ
و إِنْ أُدْعَ للجُّلَّى أكُنْ مِنْ حُماتِها و إِنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجهدِ أجْهَدِ
وَ إِنْ يَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرضِكَ أَسْقِهِمْ بِكَأْسِ حِياضِ الموْتِ قَبْلَ التهدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ و كمحدَثٍ هِجَاْئي و قَذْفي بالشكاةِ وَ مُطْرَدِيْ
فَلو كانَ مولايَ امْرَءاً هَوَ غَيْرُهُ لفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرني غَدي
وَ لكنَّ مَوْلَاْي امرؤ هُوَ خانِقيْ عَلى السكْرِ و التّسآلِ أوْ أنا مفتدِ
وَ ظُلْمُ ذَوِيْ القُرْبى أشَدُّ مضَاْضَةً على المرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المهَّندِ
فَذَرْني و خُلْقِي إنّني لَكَ شاكِرٌ وَ لَوْ حَلَّ بَيْتي نائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فلَوْ شَاْءَ رَبِّي كنْتُ قَيْسَ بنَ خالدٍ و لَوْ شاءَ ربِّي كنْتُ عَمروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأصبَحْتُ ذَاْ مالٍ كثيٍر وَ زارَني بَنونٌ كِرامٌ سادةٌ لمسَوَّدِ
أَنَاْ الرَّجل الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ خَشاشٌ كرأْسِ الحيَّةِ المتوقِّدِ
فَآلَيْتُ لا ينفَكُّ كشْحِي بِطَاْنةً لعَضْبٍ رَقيْقٍ الشَّفْرتيِن مًهَنَّدِ
حُسَامٌ إذَاْ ما قمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ كفَى العَوْذَ فيْهِ البَدْء ليسَ بمعْضَدِ
أَخِيْ ثِقَةٍ لا يَنْثَنِيْ عَنْ ضَرِيبةٍ إذا قِيْلَ مهْلاً قَاْلَ حاجِزُهُ قِدِيْ
إِذَاْ ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِيْ مَنِيْعاً إِذَاْ ابْتَلَّتْ بقَاْئِمِهِ يَدِيْ
وَبِرْكِ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَاْرَتْ مخافَتِيْ بَوَاْدِيَها أمْشِيْ بعَضَبٍ مُجَرَّدِ
فمرَّت كَهَاْةُ ذاْتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ عَقِيلَةُ شَيْخٍ كاْلوَبِيْلِ يِلَنْدَدِ
يقُولُ وقَدْ ثَرَّ الوَظِيفُ وسَاْقُهَا ألَسْتَ تَرَى أن قد أتيْتَ بمؤْيدِ
وقالَ : أَلَاْ مَاذا ؟ تَرَوْنَ بِشَارِبٍ شَدِيْدٍ عَلَيْنا بَغْيَهُ مُتَعَمَّدِ
وقاْلَ ذَرُوْهُ إنَّما نَفْعُها لَهُ وإلاَّ تَكفُّوا قَاْصيَ البَرْكِ يزْدَدِ
فظَلَّ الإمَاْءُ يمتَلِلْنَ حُوَارَهَا وَيُسْعَى بها بالسَّدِيْفِ المُسَرْهَدِ
فإِنْ مِتُّ فَاْنْعِنِيْ بِمَاْ أنَاْ أهْلُهُ وشُقِّي عليَّ الجيْبَ يا ابنَةَ معْبَدِ
وَلَاْ تَجْعَلِيْني كاْمرِيء ليْسَ هُّمُه كهَمِّي ولا يُغْنيْ غَنَاْئي ومَشْهَدِيْ
بطِيء عَنِ الجلَّى سَرِيْعٍ إلى الخَنَا ذلولٍ بأجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
فلَوْ كُنْتَ وغْلاً في الرَّجالِ لضرَّنيْ عداوةُ ذي الأصْحَابِ والمُتَوَحِّدِ
ولكنْ نَفَى الأعَاْدِيْ جُرأتِيْ عَلَيْهِمْ وإقْداميْ وصِدْقي ومَحتَدِيْ
لعَمْرُكَ ما أَمْريْ عَلَيَّ بغُمَّةٍ نَهَارِيْ وَلَاْ لَيْليْ عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
وَيَوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاْكِهِ حِفَاْظَاً على عَوْراْتِهِ والتَّهَدُّدِ
عَلَىْ مَوْطِنٍ يَخْشَىْ الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدى مَتى تَعْتَرِكْ فِيْهِ الفَراْئِصُ تُرعد
أَرَى المَوْتَ لَاْ يَرْعَى عَلَى ذِيْ جَلَاْلَةٍ وَإِنْ كَاْنَ في الدُّنْيا عَزِيْزاً بِمَقْعَدِ
وَأَصْفَرَ مَضْبُوْحٍ نَظَرْتُ حِوَاْرَهُ عَلَى النَّاْرِ واْسْتَوْدَعَتْهُ كَفَّ مُجْمِدِ
سَتُبْدِيْ لَكَ الأَيَّامُ مَاْ كُنْتَ جَاْهِلاً وَيَأْتِيْكَ بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ
وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ بَتَاْتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعَدِ
لَعَمْرُكَ مَاْ الأَيَّامُ إلاَّ مُعَارَةٌ فَمَاْ اسْطَعْتَ مِنْ مَعْروفِهَا فَتَزَوَّدِ
وَلَاْ خَيْرَ فيْ خَيْرٍ تَرى الشَرَّ دُونَهُ وَلَاْ نَاْئِلٍ يَأْتِيْك بَعْدَ التَّلَدُّدِ
عَنِ المَرْءِ لَاْ تَسْأَلْ وَأَبْصِرْ قَرِيْنَهُ فإِنَّ القَرِيْنَ بالمَقَاْرَنِ يَقْتَدِيْ
لعَمُركَ مَاْ أَدْرِيْ و إنيِّ لَوَاْجِلُ أَفِيْ اليَوْمِ إِقْدَاْمُ المنَّيةِ أَمْ غَدِ ؟
فإنْ تَكُ خَلْفِيْ لا يَفُتْها سَوادِيا و إِنْ تَكُ قُدَّامي أَجِدْها بِمَرصَدِ
إِذَاْ أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ بِوِدِّكَ أَهْلَهُ و لَمْ تَنْكَ بالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فابْعُدِ
ولَاْ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ مَاْ عِشْتُ صَوْلَتِيْ وَ لَاْ أَخْتَنِيْ مِنْ صَوْلَةٍ المُتَهدِّدِ
وَ إِنِّيْ وَ إنْ أَوْعَدْتهُ أوْ وَعَدْتهُ لَمُختلِفٌ إيْعَادِيْ و مُنْجِزُ مَوْعِدِيْ